النظم البيئية في قارون: البنية التحتية الخفية التي يعتمد عليها الإنسان والطبيعة!
كثيرون يظنون أن المحميات الطبيعية مجرد أراضٍ محمية من البناء أو التعدي. لكن الحقيقة أن المحميات – ومنها محمية قارون – تقوم يوميًا بدور “المهندس البيئي الصامت” الذي يدير الموارد، ينقّي الهواء، ويوازن المناخ، ويعزز الأمن الغذائي… كل هذا من دون أن نراها تعمل، أو نُدرك قيمتها بالكامل.
محمية قارون تقدم ما يسمى علميًا بـ خدمات النظم البيئية (Ecosystem Services)، وهي خدمات طبيعية ضرورية لحياتنا، ولا يمكن تعويضها بأي تكنولوجيا مهما تطورت.
🌾 خدمات قارون التي لا تقدر بثمن:
- تنقية المياه وتدويرها طبيعيًا
النباتات المائية في البحيرة تنقي المياه من الشوائب، وتعيد التوازن الحيوي للبيئة المحيطة. - مكافحة التصحر وتثبيت التربة
الغطاء النباتي، حتى في البيئة الصحراوية، يمنع تعرية الأرض، ويحافظ على استقرار النظام الأرضي. - حفظ التنوع الوراثي
نباتات نادرة وحشرات وكائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة، تحفظ توازنًا دقيقًا يدعم الأمن الحيوي على المدى الطويل. - دعم السياحة البيئية
ما تقدمه قارون من طبيعة ساحرة يجعلها قبلة للباحثين عن تجارب مختلفة – ما يخلق دخلًا محليًا وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
كيف يستفيد المجتمع المحلي من هذه الخدمات؟
- الأسر في القرى المحيطة تعتمد على النظم البيئية في الرعي، والصيد، والمنتجات البيئية.
- المياه المُعاد استخدامها بشكل طبيعي تساهم في دعم الزراعة المحلية.
- الفوائد الاقتصادية من زيارات الباحثين والسياح تعزز النشاط التجاري والخدمي.
الحياة في محمية قارون ليست فقط حياة برية… بل هي حياة لنا نحن.
إذا فهمنا الخدمات التي تقدمها لنا هذه المحمية مجانًا، سندرك أننا مدينون لها بالحماية، والدعم، والامتنان.
