هنا منذ ملايين السنين كانت الحياة تختلف عما نراه اليوم .. لم تكن تلك صحراء الجافة التي تتمتع بمئات الآلاف من الحفائر البرية والبحرية والنهرية موجودة، بل كانت مليئة بالحياة ونابضة به، فلو أطلقت خيالك لهذه الصحراء والتي تعد سجلا تاريخيا متميزا لم ولن يتكرر أبدا على وجه الأرض لرأيتها مليئة بالغابات الشجرية والنباتات النادرة.

بحر كبير تصب فيه قنوات نهرية كبيرة، و يعيش فيه أعداد كبيرة من الحيوانات البحرية منها الحيتان بمختلف أنواعها الكبير والصغير وإلى جوارهم تسبح عرائس البحر وهي في أزهي صورها. ولو دققت النظر قليلا لوجدت الترسة المائية تتحرك ببطيء شديد تضع البيض علي رمال الشاطيء ثم تدفنه وترجع ثانية إلي البحر وكأنها تهرب من عدو يترصدها.

لو أطلقت العنان لخيالك لشاهدت مصبات الأنهار الآتية من شمال شرق مصر إلي هذه المنطقة تحمل معها كميات كبيرة من الطمي والمعادن المذابة بالمياه لينتهى بها المطاف داخل البحر وحول اليابسة فتنمو معها الغابات الكثيفة ذات الأشجار الخشبية فارهة الطول والتي تصل إلي 40 متر ويزيد سمكها عن مترين.