البطيخ الصخري – تكوينات كروية ثابتة تحاكي الفن – (تراث طبيعي)
يُعرف ما يُطلق عليه محليًا “البطيخ الصخري” بأنه تكوينات جيولوجية كروية أو بيضاوية الشكل، تُعرف علميًا باسم “الكرات الاندماجية” أو “التكورات الصخرية” (Concretions)، وهي ظاهرة جيومورفولوجية تتكوّن نتيجة ترسيب المعادن حول نواة مركزية داخل طبقات الحجر الرملي. تظهر هذه التكوينات الصخرية في منطقة شمال بحيرة قارون، ضمن تكوينات الحجر الرملي القديمة، خاصة في وادي يُعرف محليًا بـ”وادي البطيخ”. والمعلومة الدقيقة هنا أن هذه الكتل لم تتدحرج أو تنتقل من مكانها كما يُعتقد، بل ما تزال في مواقعها الأصلية التي تشكلت فيها منذ ملايين السنين. فهي ناتجة عن تغيرات كيميائية وجيوكيميائية داخل الصخور الرسوبية، حيث تبدأ المعادن (مثل الكالسيوم، أو الحديد، أو السيليكا) بالترسيب تدريجيًا حول مركز معين، لتكوّن هذه الأشكال شبه الكروية. يختلف حجم هذه التكوينات، فقد تتراوح أقطارها من حوالي 20 سنتيمترًا إلى أكثر من مترين، وتظهر على شكل كرات أو بيضات ضخمة تتناثر على سطح الأرض أو تبرز من بين طبقات الصخور، مشكلة مشهدًا طبيعيًا فريدًا يخطف الأنظار.
هذه الظاهرة ليست مجرد أشكال جذابة، بل هي سجلّ طبيعي نادر يُظهر ظروف التكوين الرسوبي التي كانت سائدة في المنطقة، وتُمثل مثالًا رائعًا على تفاعل الماء والمعادن والزمن في نحت الأشكال الطبيعية.
كيفية تكوين البطيخ الصخري
حسب رأي ونس 2008م فإن هذه التداخلات الصخرية تكونت في بيئة بحرية شاطئية تعرضت لما يعرف meteoric water أو المياه الأتية من الامطار والسيول والتي تتميز بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون أو المياه الحامضية والتي تسببت في إذابة بعض مصادر الكالسيوم كجدزو النباتات أو الاصداف والتي تركزت في جزء معين من طبقة الحجر الرملي فتماسكت وأخذت نفس شكل الفراغ التي تركزت فيه وهو الشكل الدوراني أو البيضاوي والذي من المحتمل أن يكون مكان لجذور النباتات أو اثار حفر لبعض الكائنات البحرية أو تجاويف ما بين قمم التموجات بقاع البحر في ذلك العصر. أ.د/ حمد الله ونس استاذ الرسوبيات بقسم الجيولوجيا كلية العلوم جامعة المنوفية