مغامرة الليلة الواحدة: كيف تعيش تجربة “مغامرات البقاء للشجعان” في صحراء قارون؟
أبريل 26, 2025
“سائح واعي” رحلتك تترك أثرًا.. فلتكن إرثًا من الإيجابية!
يونيو 26, 2025

التنوع البيولوجي في محمية قارون : كنز مصري على ضفاف الزمن

في قلب صحراء الفيوم، تتلألأ بحيرة قارون كواحدة من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، إذ يعود تاريخها إلى عصور الفراعنة، حين عُرفت باسم “موريس” وبعدها بحيرة الإله سوبيك. اليوم، تُشكل هذه البحيرة جوهر محمية قارون الطبيعية التي أُعلنت محمية عام 1989 بمساحة تفوق 1,380 كم²، ثم تم تعديل حدودها بقرار رئيس الوزراء رقم 3155 لسنة 2019 لتصبح مساحتها الحالية 1300 كم٢، وتُعد نموذجًا فريدًا يجمع بين الإرث الجيولوجي والتنوع البيولوجي.

1. جبل قطراني: أرشيف طبيعي للعصور القديمة: الجزء الشمالي من البحيرة يحتضن جبل قطراني، موطنًا لأهم الحفريات في الشرق الأوسط، منها:

– أقدم قرد معروف عالميًا (Aegyptopithecus).

– حفريات أسلاف الفيلة وأفراس النهر، وأسماك قرش ودلافين.

– بقايا أشجار متحجرة توثق التحول البيئي من غابات استوائية إلى صحراء.


2. محطة دولية للطيور المهاجرة

– بحيرة قارون تقع على المسار الأفريقي-الأوراسي لهجرة الطيور، مما يجعلها من المواقع المُدرجة في اتفاقية رامسار.
وقد تم تسجيل 214 نوعًا من الطيور، بينها:

– طيور مهاجرة مواسمها بين (أكتوبر–مارس): فلامنجو، بط خضيري، عقاب نساري، صقر الشاهين، زقزاق.

طيور مقيمة: النورس، البلشونات، الغاق.


3. نظام مائي متكيف مع الملوحة

رغم ارتفاع ملوحة المياه، تدعم البحيرة تنوعًا مائيًا مذهلًا:

البلطي: تنمو الزريعة في البحيرة وتحتاج إلى ثلاثة شهور اتصل إلى وزن مناسب للتداول بالسوق.

البوري والموسى: يتأقلمان مع الملوحة.

الجمبري: يساهم في السلسلة الغذائية للطيور والإنسان.


> هذه الأنواع تلعب دورًا محوريًا في توازن النظام البيئي للبحيرة.

 

4. السبخات والمستنقعات: مناطق غنية بالحياة حول بحيرة قارون

السبخات المالحة والمستنقعات المحيطة بالبحيرة تدعم تنوعًا بيئيًا واسعًا:

– نباتات ملحية مثل البوص والأثل تنقي المياه وتوفر مأوى للطيور.

– السبخات تُعد بيئة مثالية لتكاثر القشريات.

– جزيرة القرن الذهبي حوالي (55 فدانًا): موئل هام لتكاثر الطيور البرية وهو موقع شديد الحساسية البيئية.


5. السياحة البيئية: تجربة مستدامة

المحمية تدعم أنشطة السياحة البيئية المستدامة عبر:

– أبراج مراقبة خشبية مصممة لمراقبة الطيور عن بعد دون إزعاج الطيور.

– مدقات محددة لسير الزوار.
– تدريبات لمرشدين سياحة بيئية محليين لتنظيم جولات توعوية.

مشروع مصري–هولندي لتطوير مسارات بيئية مستدامة.


خاتمة

بحيرة قارون ليست مجرد بحيرة، بل نظام بيئي متكامل يقاوم التحديات البيئية بمرونة فريدة. كل عنصر فيها — من البلطي إلى الفلامنجو، ومن النباتات الملحية إلى الزائرين — يسهم في معادلة حياة دقيقة تستحق الحماية.

> زيارتك للمحمية هي مساهمة مباشرة في الحفاظ على أحد أقدم وأغنى الأنظمة البيئية في مصر.

 

محمية قارون الطبيعية — حيث تتحدث الأرض بلغة الحياة.