الزراعة في الفيوم… مستفيد أول من محمية قارون
يونيو 27, 2025
اكتشف كنزًا طبيعيًا وحضاريًا في قلب الفيوم
يونيو 27, 2025

الزراعة الغابية المستدامة… استثمار في الطبيعة لمستقبل أولادنا

في زمن تتسارع فيه آثار تغيّر المناخ، وتزداد فيه التحديات البيئية والاقتصادية أمام المجتمعات المحلية، تبرز الزراعة الغابية المستدامة كأحد أقوى الحلول التي تجمع بين التنمية البيئية والإنتاج الزراعي والحفاظ على التنوع البيولوجي.

في قلب محمية قارون الطبيعية، تتجسد هذه الرؤية في نموذج عملي يحتذي به. حيث تخطط المحمية على دمج الزراعة والإدارة البيئية من خلال تبني الزراعة الغابية كوسيلة فعالة لإحياء الأراضي المتدهورة، وتمكين السكان، وتعزيز صمود النظام البيئي في مواجهة التغيرات المناخية.

لماذا الزراعة الغابية؟ ولماذا الآن؟

– الزراعة الغابية المستدامة ليست مجرد نظام زراعي، بل أسلوب حياة وتنمية متكاملة، يدمج زراعة الأشجار المثمرة أو الحرجية مع المحاصيل الزراعية والرعي في وحدة إنتاجية واحدة، تعيد التوازن بين الإنسان والطبيعة.

– إنه نموذج عالمي معترف به في خطط الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وهو أحد الحلول المعتمدة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD).

كيف تسهم الزراعة الغابية في حماية محمية قارون؟

– استعادة الأراضي المتدهورة بسبب التعرية والملوحة والتصحر.

– زيادة الغطاء النباتي الطبيعي مما يوفر موائل آمنة للطيور المهاجرة والمقيمة.

– إثراء الإنتاج الزراعي بالمنطقة المصرح بها، وتحسين دخل السكان من خلال التنوع الزراعي المستدام.

– تقليل الاعتماد على السماد الكيماوي عبر نظام بيئي متكامل يعتمد على تحقيق التوازن الطبيعي.

ما الذي يمكن أن نقوم به وانت تساعدنا في نشر الفكرة؟

مبادرات رائدة نسعى لتنفيذها:

– نشر ثقافة زراعة الأشجار المحلية المقاومة للجفاف مثل: الأكاسيا، المورينجا، الجوجوبا.

– دمج محاصيل مثل العدس، البقوليات، الحلبة في نظم زراعة تكميلية تزيد من خصوبة التربة.

– استخدام مصدات الرياح الخضراء لحماية التربة وتقليل التبخر.

– إعادة استخدام المياه الرمادية بطرق مبتكرة لري الزراعات دون إهدار.

🌍 الأثر البيئي والاجتماعي المتوقع:

-تقليل انبعاثات الكربون وعزل الكربون العضوي في التربة.
-تحسين جودة الهواء والمياه والتربة.
-تعزيز تكاثر الطيور النادرة والمهددة بالانقراض.
-توفير مصدر دخل متجدد للمجتمعات المحلية من الخشب، العسل، الأعلاف.

من يعمل يشاركنا اليوم؟ وكيف نوسع الشراكة المجتمعية غدا؟

نجاح التجربة في محمية قارون هو نتيجة لتعاون فعال بين:

الجمعيات الأهلية النشطة في حماية الطبيعة وهي جمعية بادر للتنمية المستدامة وجمعية بيئة بلا حدود.

الشباب المتطوعين والمزارعين الروّاد في الزراعة البيئية.

الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية التي توفر الدراسات والخبرات التطبيقية.

واليوم، ندعو الجهات الحكومية، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني إلى دعم وتوسيع نطاق هذه التجربة لتصبح نموذجًا يحتذى به في مصر.

الزراعة الغابية ليست رفاهية بيئية، بل ضرورة إنمائية واقتصادية ومناخية

لنصنع مستقبلًا أكثر خضرة… ولنبنِ معًا اقتصادًا محليًا صديقًا للبيئة، يحمي الإنسان والطبيعة في آنٍ واحد.